عمالة الأطفال وتداعياتها

جمعة, 12/11/2020 - 13:59 -- siteadmin

مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي يعيشها معظم سكان العالم، تُطرح تساؤلات كثيرة مثيرة للجدل ونذكر من أهمِّها موضوع تشغيل الأطفال الذي يسمى بظاهرة "عَمالة الأطفال". فهذه الظاهرة كانت وما زالت مشكلة اجتماعية أخلاقية وصحية عند الأطفال والمجتمع ككل غير آبهين للعوامل والآثار السلبية المترتبة عنها.

فما معنى عبارة "عَمالة الأطفال"؟ وما هي تداعياتُها؟ وهل من عوائق تحول دون معالجتها؟

إن مفهوم عَمالة الأطفال يمكن اختصاره بأنه عمل يضع أعباء ثقيلة على الطفل ويهدد سلامته وصحته ورفاهيته، يستفاد فيها من ضعف الطفل وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه وعن حقوقه ويعيق تعليمه وتدريبه ويغيِّر حياته ومستقبله. هذه الظاهرة تشكل مصدر تهديد في ما يتعلق بمستقبل الأطفال وحياتهم نظراً لتدني المستوى المعيشي وانخفاض مستوى الوضع الاقتصادي، إضافةً إلى وجود فايروس كورونا الذي أثر بشكل سلبي على هذا الموضوع إذ ازدادت نسبة العاطلين عن العمل، عدا ذلك حالات الوفيات في البلاد وما يترتب من فقدان المُعيل للعائلات وفقدان القدرة على تأمين لقمة العيش.

وهذا ما يجعل الأطفال مجبرين على العمل في سنّ مُبَكرة ومزاولة مهن خطرة وقاسية في مجتمع تغيب عن غالبية أفراده مقومات الحياة الكريمة. ففي وقتنا الحاضر، نشهد نحو 250 مليون طفل تقريباً يعملون في مختلف أنحاء العالم ومنهم ما يقارب 150 مليون طفل يعملون في مجال الأعمال الخطرة، ونحو أكثر من مليون طفل من أولئك الأطفال يتعرَّضون لعملية الإتجار بالبشر.

هؤلاء الأطفال الأبرياء المنهمكين في عملهم المتعِب، الذين غابت البسمة عن وجوههم التي كبرت قبل أوانها في عمل يرهقهم لساعاتٍ طويلة يومياً، نسوا أنَّ لديهم حقوقاً، ومن أبسط الحقوق نذكر أبرزُها التعلُّم والطبابة واللَّعب كباقي الأطفال غير العاجزين والموفورين وطبعاً لا ننسى حق الرعاية والاهتمام والعاطفة التي هي من العوامل الايجابية لبناء شخصية ناجحة أيضاً، إضافةً للتعلُّم الذي هو حق من حقوق كل طفل في هذه الحياة. فاستغلال الطفولة هو من أبشع الشرور وأقساها على قلب الانسان، ومن غير الحكمة تخصيصها للعمل الشاق والجهد الجسدي، بل بالتعليم وتطوير الذات لبناء مجتمع مثقَّف متكامل خالٍ من الكراهية والعنف.

فما من عوائق تحوم حول المساعدة في إيجاد حلول مناسبة لهؤلاء الأطفال وتأمين مستلزمات العيش الكريمة لهم.

بقلم - ليان حسين

المصدر: النهار

https://www.annahar.com/arabic/section/237-%D8%AD%D8%B1%D8%B1-%D9%81%D9%83%D8%B1%D9%83/10122020091816564