تفشي الحصبة: أسوأ انتشار في الولايات المتحدة منذ 25 عاما... عودة المرض إلى أوروبا... وآلاف الحالات في الدول الفقيرة

أحد, 12/08/2019 - 05:48 -- siteadmin

توفي أكثر من 140،000 شخص حول العالم بسبب الحصبة عام 2018، ووفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، ومراكز الولايات المتحدة للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فقد فُقدت الأرواح نتيجة انتشار الحصبة على المستوى العالمي وتفشيها في جميع المناطق.

وكانت معظم الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة. ويُعدّ الأطفال الصغار والرضع الأكثر عرضة للإصابة بالحصبة مع إمكانية حدوث تعقيدات أخرى مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ، إضافة إلى الإعاقة الدائمة وضرر دائم في المخ والعمى وفقدان السمع.

وتشير الاستنتاجات المنشورة مؤخرا إلى أن الإصابة بفيروس الحصبة يمكن أن تترتب عليها آثار صحية طويلة المدى، حيث يتسبب الفيروس بإتلاف ذاكرة الجهاز المناعي لمدة أشهر طويلة وربما سنوات بعد الإصابة بالمرض. ويترك "فقدان ذاكرة المناعة" الناجين عرضة لأمراض قاتلة أخرى مثل الإنفلونزا والإسهال الحاد، وذلك بسبب تعطيل عمل الجهاز المناعي المدافع عن جسم الإنسان ضد الأمراض والفيروسات.

أعراض الحصبة

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أعراض الحصبة الأولية تظهر عادة بعد فترة تتراوح من 10 إلى 12 يوما من العدوى: حمى شديدة، سيلان الأنف وعيون محتقنة بالدم، ظهور بقع بيضاء صغيرة داخل الفم، ويصاب المريض، بعد مرور عدة أيام، بطفح يظهر أولاً على الوجه وأعلى العنق وينتشر تدريجيا إلى أسفل الجسم.

وتنتقل عدوى الحصبة بواسطة الرذاذ المتطاير من أنف الأشخاص المصابين أو فمهم أو حلقهم.

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية، دكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن وفاة أي طفل بسبب الحصبة أمر مشين وهو فشل جماعي لأن المرض يمكن الوقاية منه، وأضاف: "من أجل إنقاذ الحياة، يجب أن نؤمّن للجميع التطعيمات اللازمة، وهذا يعني الاستثمار في التطعيم وتحسين جودة الصحة بوصفها حق للجميع."

كيفية الوقاية من الحصبة

يمكن الوقاية من مرض الحصبة عبر الحصول على التطعيم اللازم، إلا أن معدلات التطعيم على مستوى العالم ظلت راكدة لعقد من الزمن. وتقدّر منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) نسبة الأطفال الحاصلين على الجرعة الأولى من التطعيم في العالم بـ 86% العام الماضي، في حين حصل أقل من 70% على الجرعة الثانية من التطعيم اللازم.

عالميا، التغطية بلقاح الحصبة ليست كافية لمنع تفشي المرض، إذ توصي منظمة الصحة العالمية بتأمين جرعتين من التطعيم ضد الحصبة في كل دولة وجميع المجتمعات لحماية المواطنين من الإصابة بها.

بحسب التقرير، فإن أكثر المناطق تأثرا بالحصبة هي دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فإن الكثير من الأطفال فاتتهم فرصة الحصول على التطعيم.

وفي عام 2018، تصدرت جمهورية الكونغو الديمقراطية الدول التي شهدت أكبر نسبة من الإصابة بالمرض، تلتها ليبيريا ثم مدغشقر، والصومال وأوكرانيا. وتشكل حالات الإصابة بهذه الدول الخمس نصف عدد الحالات في جميع أنحاء العالم.

وأكد الدكتور روبرت لينكينز، المسؤول في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ورئيس مبادرة الحصبة والحصبة الألمانية، أن لقاح الحصبة أثبت نجاعته على مدى خمسين عاما، وأضاف "هذه التقديرات تذكرنا أن كل طفل، في كل مكان، يحتاج إلى هذا اللقاح المنقذ للحياة ويستحق الحصول عليه . يجب أن نعكس هذه النتائج وأن نوقف الموت الذي يمكن تجنبه عبر تحسين طرق الحصول على اللقاح وتأمينه."

ظهور المرض في دول أوروبية

وفي حين تصاب أفقر الدول بأكبر الآثار، إلا أن المرض أيضا تفشى في بعض الدول الغنية، وكان له تداعيات كبيرة على صحة المواطنين.

وقد أفادت الولايات المتحدة هذا العام بتسجيل أكبر نسبة من حالات الحصبة منذ 25 عاما، في حين فقدت أربع دول أوروبية، وهي ألبانيا والجمهورية التشيكية واليونان والمملكة المتحدة، مكانتها كدول خالية من الحصبة في عام 2018 بعد ظهور بعض الحالات فيها.

الاستجابة للمرض

ويعمل الشركاء في "مبادرة الحصبة والحصبة الألمانية" على مساعدة الدول في الاستجابة لتفشي الحصبة عبر حملات التطعيم الطارئة. وتضم المبادرة الصليب الأحمر الأميركي ومراكز الولايات المتحدة للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، واليونيسف، ومؤسسة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة حلفاء التطعيم.

وإلى جانب حملات التطعيم، تشمل الاستجابة للمرض بذل الجهود للتقليل من خطر الوفاة عبر تقديم العلاج في الوقت المناسب لاسيّما علاج الأمراض الجانبية مثل الالتهاب الرئوي. إضافة إلى تدريب العاملين الصحيين على طرق رعاية الأطفال المصابين بالمرض.

وتطالب المنظمات الصحية الدول بالاستثمار في برامج التطعيم عالية الجودة ومراقبة المرض للتدقيق في المناطق التي يتفشى فيها واحتوائه قبل فقدان الأرواح.

ووصف الدكتور سيث بيركلي، رئيس منظمة حلفاء التطعيم، الموت بمرض الحصبة بالمأساة لأنه يمكن الوقاية منه، وقال "في حين أن الشعور بالتردد والرضا يمثل تحديات يصعب تجاوزها، إلا أن أكبر حالات تفشي الحصبة قد أصابت البلدان التي تعاني من ضعف التحصين الروتيني والأنظمة الصحية. يجب أن نبذل جهدا أفضل للوصول إلى أكثر الشرائح ضعفا، وسيكون هذا التركيز الأساسي لمنظمتنا خلال الأعوام الخمسة المقبلة."

المصدر: اخبار الامم المتحدة

https://news.un.org/ar/story/2019/12/1044871