المديرة التنفيذية لليونيسف توّجه رسالة مفتوحة إلى أطفال العالم

جمعة, 09/20/2019 - 23:44 -- siteadmin

وجهت هنرييتا ﻫ. فور المديرة التنفيذية لليونيسف في الذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل رسالة مفتوحة الى اطفال العالم، تحدثت فيها عن الأسباب الثمانية التي تجعلها قلقة ومتفائلة من أجل الجيل القادم.

وقالت: "أعزائي أطفال الحاضر والمستقبل، قبل ثلاثين سنة، وقف العالم صفاً واحداً من أجل الدفاع عن الأطفال والطفولة حين كانت رياح التغيير تعصف بالنظام العالمي القائم آنذاك، من سقوط جدار برلين واندحار نظام الفصل العنصري إلى بزوغ فجر الشبكة العنكبوتية العالمية. و في حين نشأ معظم والديكم في تلك الحقبة من الزمن ومن مختلف أرجاء العالم في ظلّ حكومات مستبدّة أو فاشلة، إلّا أنّهم كانوا يأملون بتحقيق حياة أفضل وفرصٍ أكبر ومزيدٍ من الحقوق لأطفالهم. لذا، وفي تلك اللحظة النادرة من لحظات الوحدة العالمية التي التقى فيها قادة الدول سنة 1989 ليقطعوا لأطفال العالم عهداً تاريخياً بحماية حقوقهم وإعمالها، نشأ إحساس حقيقي بالأمل من أجل الجيل القادم".

و اضافت :" لكن ما هو مقدار التقدم الذي أحرزناه حتى الآن؟ لقد تمكّنا خلال العقود الثلاثة التي أعقبت تبني اتفاقية حقوق الطفل من الحد من عدد الأطفال غير الملتحقين بالدراسة الابتدائية بنحو 40 في المئة على الرغم من الانفجار السكاني العالمي. وانخفض عدد الأطفال دون سن الخامسة المصابين ببطء النمو بأكثر من 100 مليون طفل. وقبل ثلاثة عقود، كان شلل الأطفال يُقعِد قرابة 1000 طفل يومياً أو يودي بحياتهم. أما اليوم فقد تم منع 99 في المئة من تلك الحالات. واتسم عدد كبير من التدخلات التي تقف وراء هذه المنجزات –كاللقاحات وأملاح الإماهة الفموية وتحسين التغذية– بأنها تدخلات عملية وفعالة من حيث التكلفة. وقد أسهمت النهضة الرقمية وتقنيات الهاتف المحمول وغيرها من الابتكارات في جعل الأمور أكثر يسراً، كتقديم الخدمات المهمة في المجتمعات النّائية، فضلاً عن زيادة حجم الفرص المتاحة".

وتابعت: "لكن الفقر وانعدام المساواة والتمييز وبُعد المسافات ما زالوا يحرمون ملايين الأطفال من حقوقهم سنوياً، إذ يحصد الموت كل يوم أرواح 15,000 طفل دون سن الخامسة، غالباً بسبب أمراض قابلة للعلاج وأسباب أخرى يمكن تفاديها. وتواجهنا حالياً مشكلات من قبيل الارتفاع المثير للقلق في البدانة عند الأطفال، في حين تعاني الفتيات من فقر الدم، فيما تواصل التحديات المستعصية، كظاهرة التغوط في العراء وعادات زواج الأطفال، تهديدها لصحة الأطفال ومستقبلهم. وفي حين سجّلت أعداد الأطفال الملتحقين بالمدارس أعلى مستوياتها على الإطلاق، ما يزال تحقيق التعليم الجيد تحدياً ماثلاً. ذلك أن الالتحاق بالمدرسة شيء والتعلم شيء آخر ؛ إذ لا يزال أكثر من 60 في المئة من الأطفال في سن الدراسة الابتدائية في البلدان النامية عاجزين عن تحقيق الحد الأدنى من قدرات التعلم فيما يواجه نصف المراهقين في العالم العنف في المدرسة وحولها، وبالتالي فإنهم لا يشعرون فيها بالأمان. وتواصل النزاعات حرمان الأطفال من الحماية والصحة الجيدة والمستقبل الذي يستحقونه. وإذا أردنا أن نحصي التحديات التي لا تزال ماثلة فيما يتعلق بحقوق الطفل فإن القائمة تطول".

المصدر: النهار

https://www.annahar.com/article/1032541-