«حنين» الأطفال السوريين إلى الأرض والاستقرار.. معرض يترجم قصص معاناتهم عبر لوحات

جمعة, 03/09/2018 - 15:59 -- siteadmin

بين الحربين الاهلية اللبنانية والسورية «حنين» حط رحاله في «بيت بيروت» الشاهد على الحرب اللبنانية.

معرض صور ضم أعمالا لـ 47 فنانا من البلدين، ترجموا صرخات وجع الاطفال السوريين بلوحات تحكي كل منها نصا كتبه طفل سوري ضمن برنامج حول العلاج بالفن والكتابة ومحو الأمية نظمته جمعية «بيوند» اللبنانية ضمن نادي صحافة للأطفال النازحين في منطقة البقاع.

المعرض الذي نظمته منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، يحكي احلام جيل تشرد وعلقت في ذكراه بقايا وطن، الى حنين الى مدن وبيوت، وتشبث بالأمل بحياة مثل سائر اطفال العالم.

مدهشون الصغار، بكتاباتهم التي صورت الحرب ومآسيها بعيدا عن المشاركين فيها. عبارات تهز الكيان منها «ألسنة الناس وشتائمهم أكثر ازعاجا من الأموات»، و«هربنا من الموت الى موت بأشكال عديدة، وحدها مدرستي، خيمتي، أملي، بإشراق جديد»، وصولا الى «فقدنا الكثير لكن لم نفقد الرغبة بالحياة.»

لوحات تحكي قصصا مصحوبة بموسيقى حزينة تصدح في ارجاء المبنى. موسيقى تعاون عليها ثمانية اشخاص.

وفي صورة تفاعلية، تماثيل اولاد مصنوعة من الطين في المكان، باكورتها يستقبلنا فوق ركام يعود للحرب اللبنانية على مدخل المبنى. فنانان عملا على هذه المنحوتات هما غولان كوروسيان ودير بوغوسيان.

الحزن يخيم على المكان المغلف بدموع الأطفال ولغة التشرد وبشيء من العتب على كل ما ألحق الأذى بالاطفال السوريين، ومنها عبارة «أعتب عليك يا بحر... لماذا ابتعلت صديقي؟»، في اشارة الى الاطفال الذي قضوا غرقا ومنهم الطفل ايلان الذي هزت صورته الضمير العالمي.

داخل المبنى نوستالجيا عن معاناة لم تنته بعد لدى الاطفال السوريين وجيل لاتزال الحرب تنهش فيه بكل بشاعتها.
على مدخل الطبقة الثالثة من المبنى حيث يقام المعرض، علقت لافتتان تشيران الى نفاد الكتيبات الخاصة بالمعرض. الا ان جدران المبنى تحكي القصة في عبارات ملاصقة للوحات، تتضمن شرحا مع اسم الكاتب والرسام الذي تلا كلماته بريشته. وفي الداخل ايضا، بطاقات بريدية خاصة باللوحات، أتيح لكل زائر الحصول على ثلاث منها.

هنا تحكي الرسوم تعابير تجسد الكارثة والمأساة. وهي صادقة بلغة الأطفال الذين لا يملكون إلا الاسئلة في مواجهة الحرب.
وبعضهم لا يخفي شوقه «الى حلب وعطرها». وبين منحوتات الطين واللوحات، يصر الاطفال على البحث عن غد يتقدم فيه الأمل بحياة ما على نهاية الحرب ووقف آلة الموت والتشرد.

المعرض سينتقل الى مدن عدة، مع الأمل ان يأتي يوم يتحول فيه الحنين الى ذكرى عن الحرب السورية، تماما كما الحرب اللبنانية التي وضعت اوزارها في 1990.

يدرك هؤلاء الاطفال ان الناجين منهم من جحيم الحرب، سيكتبون يوما عنها. لكن السؤال الابرز: كم من الضحايا تحتاج هذه الحرب لتعلن اكتفاءها من المعاناة؟ الجواب في عبارات الاطفال الذين لم يقطعوا الامل بغد مشرق يريدونه غير بعيد.

المصدر: الانباء

http://www.alanba.com.kw/ar/arabic-international-news/lebanon-news/816069/04-03-2018-%D8%AD%D9%86%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D9%81%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D9%8A%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85-%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%87%D9%85-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%A7%D8%AA