الضباب الدخانى..موت بطيء يهدد أطفال الهند

اثنين, 02/06/2017 - 20:05 -- siteadmin

مشهد واحد يجمع بين أسرتين إحداهما غنية والأخرى فقيرة لا يشغلهما سوى معالجة أطفالهما الذين يقاسون ويلات المرض, نوبات السعال لا تفارقهم, بعد أن امتلأت صدورهم بتلك السموم المميتة التي تكسو سماء الهند .

فعندما يتعلق الأمر بتلوث الهواء في الهند، تبقى مدينة دلهي, التي يقطنها أكثر من 20 مليون شخص, الأبرز داخل دائرة الضوء نظرا لتدهور مناخها بعد أن غطت طبقات الضباب الدخاني سماءها ليحاصر التلوث جميع أرجائها, والذي وصل إلى أعلي مستوياته في الفترة الأخيرة بمعدل يفوق المعدل الطبيعي الذي أقرته «منظمة الصحة العالمية « بـ 28 مرة, مسجلة بذلك أعلى مستوياتها هذا العام. وهو الأمر الذي جعل السلطات في مدينة دلهي تتخذ خطوة غير مسبوقة حيث فأغلقت المدارس خوفا على الأطفال.

ويرى الخبراء أن الأطفال هم الأكثر عرضة للأمراض, وذلك نظرا لعدم إكتمال بنائهم وضعف مناعتهم لذا فقد يتسبب تلوث الهواء في تعرضهم لأمراض القلب والسكتات الدماغية، وعدوى الجهاز التنفسي. وتشير البيانات الأخيرة إلى أن هناك علاقة طردية بين ارتفاع معدلات الوفيات وتلوث الهواء, كما تشير الإحصائيات إلى أن عدد الوفيات المبكرة المتعلقة بتلوث الهواء في الهند وصل إلى نفس المعدلات في الصين, خاصة وأنه لا يتم فرض ضرائب عالية على المصانع جراء تلويثها الهواء.

وفي تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» قامت فيه بمقابلة العديد من أباء الأطفال المتضررين من الضباب الدخاني الذي اجتاح المدينة, قال أحدهم إن من أكثر الأمراض التي يتعرض إليها الأطفال «السعال التشنجي» والذي أصيبت به ابنته التي تبلغ من العمر ١٨ شهرا مما جعلها ترتدي قناعا طبيا كي تتمكن من البقاء على قيد الحياة, مضيفا أن حرق القمامة والأدخنة التي تنبعث منها صار أمرا معتادا يحدث في كل الأوقات. ويسترسل أحد الآباء ــ قائلا: أن ابنته امتنعت عن ممارسة تدريباتها الرياضية, كالتنس والسباحة, وذلك نظرا لتعرضها العام الماضي الى وعكة صحية أدت إلى دخولها المستشفى لمدة أربعة أيام.

وبالرغم من أن الطبقة الثرية في الهند، تستخدم أجهزة تكنولوجيا فائقة التقنية وباهظة الثمن لترشيح الجسيمات من الهواء فإن الباحثين وجدوا أن معدلات التعرض للتلوث لا تفرق بين الأغنياء والفقراء. ويمكن القول أن الأمر سوف يزداد سوءا خلال الأيام المقبلة نظرا لإزدياد معدلات الرياح، ولا سيما أن الفقراء يحاربون انخفاض درجات الحرارة بإشعال النيران فى كل ما يقابلهم من الأوراق، والبلاستيك، بغرض التدفئة. والجدير بالذكر أن تلوث الهواء لم يعد مجرد مشكلة في شمال الهند ودلهي فقط بل امتد إلى العديد من المراكز الحضرية الأخرى في جنوب الهند, وهو الأمر الذي أصبح بمثابة جرس إنذار للجميع.

المصدر: الاهرام

http://www.ahram.org.eg/NewsQ/577585.aspx