جريمة بحق الطفولة في احد مطاعم لبنان

أربعاء, 07/06/2016 - 16:15 -- siteadmin

"عم يقتلو... عم يقتلو"، صرخةٌ أطلقها مواطن أجنبي من أصل لبناني عندما كان جالساً في مطعمٍ مغلق ليلا، ودخان السجائر والنرجيلة يشكل ضباباً ويعبق في الجو. ومن الطبيعي أن يصرخ أي مواطن هكذا صرخة، حين يرى طفلا لا يتجاوز السنة من عمره، جالساً مع أهله في جوٍ يشبه ذلك المذكور آنفاً، يبكي ولا يسكت رغم المحاولات اليائسة من أهله.
ردة فعل المواطن عندما رأى الطفل في "جوٍ ضبابي" من الدخان، واقعية وتعبر عن خوف على حياة شخصٍ بريء لا يستطيع أن "يستنجد بأحد" أو يعترف بما يزعجه ويؤذيه أو أن يهرب حتى. لا بل أن دعوات إدارة المطعم لإخراجه إلى "التيراس" بطلب من المواطن، لم تلقَ آذاناً صاغية، وظلّ أهل الطفل مصرّين على "قتله". وبالتالي، بات على الأهل الوعي لكلام الأطباء، وإبعاد أطفالهم عن الأجواء غير الملائمة لهم، ليحافظوا على حياتهم.

ينص الإعلان العالمي لحقوق الطفل على حق كل طفل بأن "يكون مؤهلا للنمو الصحي السليم"، وبالتالي على الأهل أن يوفروا بيئة نظيفة لأطفالهم، وأن يبعدوهم قدر المستطاع عن التلوث بأنواعه كافة، وخصوصاً ذلك الناجم عن التدخين.

تقول طبيبة الأطفال الدكتور ماري تريز مرهج إن تعرّض الأطفال حديثي الولادة لدخان السجائر أو النرجيلة، يسبّب موتهم المفاجئ ومن دون أعراض مسبقة. أما الأطفال الذين هم أكبر، قد يصابون بأمراضٍ عدة وخصوصاً الربو والأمراض السرطانية. ومن هذا المنطلق تؤكد مرهج أن التدخين يؤدي في نهاية المطاف إلى موت الأطفال سواء كان بشكل فجائي أم بعد صراع مع المرض.
وفي السياق، تشدد طبيبة الأمراض الرئوية ميراي صفير على أن وجود الأطفال في مكان مغلق مع مدخنين، يسبب للطفل أمراض عدة، منها الحساسية والتي تعدّ أقل الأمراض خطورةً. لكن التدخين أيضاً يسبب "إنسداد الجيوب الأنفية الذي بدوره يؤدي إلى التهاب الرئتين واحمرارهما". وتلفت صفير إلى أن رئتي الطفل تواصل نموها حتى الـ7 من عمره، وتعرّضه للدخان يؤخر نموها وبالتالي يزيد الخطر على صحته. وعدم اكتمال نمو الرئتين يؤدي إلى وفاة الطفل.
وفي اتصال للموقع مع وزارة الصحة، نفت الأخيرة وجود أي قانون يمنع تعريض الأطفال لدخان السجائر، خصوصاً في الأماكن المغلقة.

المصدر: الجمهورية