
جاء في تقرير جديد اصدرته منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف) ان 3,6 ملايين من اطفال العراق - اي طفل من كل 5 اطفال في البلاد - معرضون لمخاطر الموت والاصابة والعنف الجنسي والاختطاف والتجنيد القسري في صفوف المجموعات المسلحة.
وكشف التقرير الذي صدر تحت عنوان "ثمن باهظ للاطفال" ان عدد الاطفال المعرضين لهذه المخاطر ارتفع في الاشهر الـ 18 الاخيرة بـ 1,3 ملايين طفل.
وتظهر النتائج التي تمخض عنها التقرير ان 4,7 ملايين من هؤلاء الاطفال - ثلث اطفال العراق - باتوا بحاجة الى معونات انسانية فيما تواجه الأسر ظروفا حياتية متدهورة نتيجة العمليات العسكرية الجارية حول الفلوجة وقرب الموصل.
وقال بيتر هوكنز، ممثل يونيسيف الاقليمي في العراق، إن "اطفال العراق وضعوا في خط النار، وهم يستهدفون بشكل متكرر وبلا رحمة. نناشد الاطراف كافة توخي ضبط النفس واحترام وحماية الاطفال. يجب علينا المساعدة في منح الاطفال الدعم الذي يحتاجونه لكي يتماثلوا من اهوال الحروب ولكي يتمكنوا من المساهمة في بناء عراق يسوده الرخاء والسلام."
ويقول التقرير إن 1496 طفلا اختطفوا في العراق في الاشهر الـ 36 الاخيرة، اي بمعدل 50 طفلا في الشهر الواحد، اجبر الكثيرون منهم على القتال او تعرضوا للاعتداء الجنسي. أطلق التقرير العالمي لرصد التعليم، التابع لمنظمة اليونسكو، ورقة سياسات جديدة تناقش كيفية مواجهة "حالة الصدمة" – التي يعاني منها بعض الأطفال المهاجرين واللاجئين في صفوف الدرس ممن مروا بتجارب مؤلمة قبل مغادرتهم لأوطانهم، أو أثناء رحلتهم إلى بر الأمان، أو حتى في المجتمعات الجديدة بعد استقرارهم فيها.
وترصد منظمة اليونسكو في هذا التقرير الدوري العالمي – الصادر تزامنا مع اليوم العالمي للاجئين – أن نسبة الطلاب المتعرضين لمثل هذه التحديات ارتفعت إلى 26% منذ عام 2000، جراء الضغوط الحادة المرتبطة بحالة الصدمة، وعواقبها سلبية الأثر على قدرتهم على التعلم.
بالنسبة للاجئين السوريين مثلا، توجه الورقة بضرورة توفير تدريب أفضل للمعلمين، ليصبحوا مؤهلين بما يكفي لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي المناسب لأطفال عاشوا بالفعل أحداثا مؤلمة وقاسية.
وتلخص أستاذة في ألمانيا ترحب بالوافدين الجدد محدودية خبرة المعلمين هناك في التعامل مع هذه الحالات، بسردها قصة صبي تعرض للاحتجاز في العراق: "كنت إذا رفعت صوتي وأنا أتحدث إليه، يخرج من الغرفة ولا يعود إليها. لم أكن مدربة بشكل مهني للتعامل مع هذا الوضع، ونعم، كنت أشعر بالارتباك. غالبا ما لا ندرك كمعلمين أن الأطفال المصابين بالصدمات النفسية لا يستطيعون التعلم بنفس طريقة الأطفال الآخرين. الكثير منهم اضطر لأن يصبح ربا أو عائلا لأسرة؛ وليس لديهم مساحة مريحة تمكنهم من التعافي من الصدمات التي عاشوها ويعايشونها".
وقد أصدرت الوثيقة التوجيهية المعنونة بـ" التعليم كوسيلة للتعافي: معالجة صدمة النزوح من خلال التعلم الاجتماعي والعاطفي" توصيات رئيسية لخصتها في ضرورة تهيئة البيئات المدرسية الآمنة والداعمة لتكون "المدرسة موقعا لخدمات الدعم النفسي والاجتماعي" وشددت على الحاجة الملحة لدى المعلمين للتدريب الخاص لمواجهة هذه التحديات داخل الفصل الدراسي، حتى في البلدان مرتفعة الدخل. مع ذلك يضيف التقرير "على الرغم من أن المعلمين لا يمكنهم ولا ينبغي لهم أن يحلوا محل المتخصصين في العلاجات النفسية ليقوموا بتشخيص ودعم الطلاب المصابين بصدمات نفسية، إلا أنهم بحاجة إلى معرفة المعلومات الأساسية" بشأن أعراض الصدمة النفسية وطرق تقديم المساعدة بإحالة هؤلاء الطلاب إلى أصحاب الشأن والتخصص.
كما تركز التوصيات على أن تراعي الأنشطة الخاصة بالتعلم الاجتماعي والعاطفي ثقافة المتعلمين، كعنصر مهم من عناصر الدعم النفسي والاجتماعي، وأن تحرص على إشراك المجتمع وأولياء الأمور في المساعي الرامية إلى توفير الرعاية اللازمة.
تقدم خطوة #مع_اللاجئين
ويأتي تقرير اليونسكو ووثيقتها التوجيهية في اليوم العالمي للاجئين ومع إعراب الأمين العام للأمم المتحدة عن تعاطفه "مع أكثر من 70 مليونا من النساء والأطفال والرجال - من اللاجئين والمشردين داخليا - الذين اضطروا إلى الفرار من الحروب والنزاعات والاضطهاد". وقال أنطونيو غوتيرش إن معظم المشردين قسرا يأتون من حفنة صغيرة من البلدان هي: سوريا، وأفغانستان، وجنوب السودان، وميانمار والصومال، بينما في الأشهر الثمانية عشر الماضية، فر الملايين غيرهم من فنزويلا. وأشاد المسؤول الأممي الأرفع بانضمام ملايين الناس في جميع أنحاء العالم إلى حملة اليوم العالمي للاجئين التي تنظمها مـفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وتطلق المفوضية مبادرة بعنوان "تقدم خطوة #مع_اللاجئين " حيث تقوم المدارس والشركات والمجموعات الدينية والمجتمعات والأفراد "بخطوات كبيرة وصغيرة" تضامنا مع اللاجئين في كل مكان. وتشجع المفوضية الناس على تسجيل "خطواتهم المتضامنة مع اللاجئين" بمقاطع الفيديو والصور ومشاركتها مع أصدقائهم ومع العالم.
المصدر: مركز انباء الامم المتحدة
https://news.un.org/ar/story/2019/06/1035431