
بدأت القصة في حصة مادة الجغرافيا في ثانوية الطيبة الرسمية، عندما وزّعت المدرّسة شادية فرح «مستوعبات» صغيرة للنفايات في صفوف المدرسة، من ضمن النشاطات اللاصفية، لتشجيع الطلاب على رمي النفايات في المستوعبات. سرعان ما تحوّل هذا العمل الفردي جماعياً شمل طلاب الثانوية وأساتذتها. ونتج عن الفكرة الصغيرة تحويل أرض مهملة في محيط مبنى المدرسة إلى حديقة نموذجية، استخدمت في إنشائها «محتويات» المستوعبات، بعد فرزها وصنع أشكال هندسية من المواد البلاستيكية والألواح الخشبية القديمة وتلوينها.
شيئاً فشيئاً، «توسّع» النشاط ليشمل إطارات السيارات المستعملة التي صُنعت منها مقاعد وطاولات ملوّنة. اكتمل كل شيء، وبقيت الورود التي أحضرها التلامذة من منازلهم ووضعوها في عبوات المياه البلاستيكية.
تؤكد الناظرة عناية الحاصباني أن «هذا النشاط ساهم في تحسين سلوك الطلاّب، فمعظم المشاكسين منهم كانوا الأكثر اندفاعاً وحماسة في الأعمال المجهدة». أما المشرفون على النشاطات اللاصفية، فاعتبروا أن «الهدف الرئيسي من إنشاء الحديقة البيئية هو تعويد الطلاّب وأهاليهم على كيفية الإستفادة من النفايات المنزلية، بعد فرزها، بكلفة زهيدة». ي
طمح هؤلاء بأن تساهم مثل هذه المحاولات في مساعدة «معمل فرز النفايات في بلدة الطيبة الذي يعاني من مشكلة عدم الفرز المنزلي». هذه «العادات السليمة من شأنها أيضاً أن تخفف من التلوّث، كما تساعد في التأسيس لأفكار إبداعية تأتي على شاكلة إنشاء حدائق في المنطقة تساهم في التخلص من النفايات غير العضوية بشكلٍ سليم ومفيد»، تقول الناشطة الاجتماعية منال نحلة.
المصدر: الاخبار
https://al-akhbar.com/Lebanon/248530