
أفادت اليونيسف اليوم أنه بالرغم من انتهاء موجة إل نينيو لسنة 2015 – 2016 إلا أن أثرها المدمر على الأطفال يزداد سوءا مع استمرار انتشار الجوع، وسوء التغذية والمرض إثر حالات الجفاف الحادة والفيضانات التي تولدت عن موجة إل نينيو، التي تعتبر واحدة من أقوى الموجات التي شهدها العالم.
أفادت اليونيسف في تقريرها الذي نشرته بعنوان: لم ينته الأمر بعد – أثر موجة إل نينو على الأطفال، أنه مع ترقب موجة النينا – وهي الوجه الآخر لموجة إل نينيو – التي يمكن أن تضرب في مرحلة ما من هذا العام، فمن المتوقع أن تتفاقم الأزمات الإنسانية الحادة التي تؤثر على ملايين الأطفال في بعض أكثر مجتمعات العالم هشاشة.
يعاني الأطفال في المناطق الأكثر تأثرا بالموجة، كإفريقيا الشرقية والجنوبية، من الجوع– حيث يحتاج 26.5 مليون طفل للدعم هناك، منهم أكثر من 1 مليون شخص يحتاجون للعلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم.
تجاوزت العديد من الدول، التي تعاني أصلا من شح الموارد، كامل قدرتها على التحمل، واستنفذت الأسر آليات التحمل التي تملكها – حيث باعت ممتلكاتها وحدّت من عدد الوجبات التي تتناولها. وما لم تصل المزيد من المساعدات، بما فيها الدعم التغذوي العاجل للأطفال الصغار، فسنخسر سنوات من التنمية.
أثرت موجة إل نينو على قدرة العديد من الدول على الوصول للمياه المأمونة، وارتبطت بزيادة انتشار الأمراض مثل حمى الضنك، والإسهال والكوليرا، وهي جميعها من المسببات الرئيسية لموت الأطفال. وفي جنوب أمريكا، وخاصة في البرازيل، تسببت موجة إل نينو في إيجاد بيئة تساعد على تكاثر البعوض الناقل لفيروسات زيكا، وحمى الضنك، والحمى الصفراء والشيكونغونيا. وإن ضربت موجة النينا فعلا، فستسهم في انتشار فيروس زيكا ليصل لمناطق لم تتأثر به لغاية اليوم.
أفادت اليونيسف أيضا أن هناك مخاوف جدية بأن تشهد منطقة إفريقيا الجنوبية، وهي البؤرة العالمية لجائحة الإيدز، زيادة في انتشار فيروس نقص المناعة البشرية نتيجة لأثر إل نينو، خاصة مع نقص الغذاء وعدم القدرة على الوصول إلى علاجات مضادات الفيروسات القهقرية، حيث لا يتناول المرضى العلاج على معدة فارغة. كما سيستخدم الكثير من الناس مواردهم المحدودة لتأمين الطعام لا لدفع أجرة المواصلات للوصول للمرافق الصحية. ومن ناحية أخرى يمكن أن يجبر الجفاف الفتيات اليافعات والنساء على مقايضة الجنس بالخدمات الأساسية ليتمكنّ من البقاء. وترتفع معدلات وفيات الأطفال المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية بنسبة مرتين إلى ست مرات بين الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم مقارنة بأولئك الذين لا يعانون منه.
وفي هذا الصدد تقول أفشان خان، مديرة برامج الطوارئ في اليونيسف: "يحتاج ملايين الأطفال ومجتمعاتهم للدعم ليتمكنوا من النجاة، فهم يحتاجون للمساعدة ليتمكنوا من الاستعداد لاحتمال وقوع موجة النينا التي يمكن أن تتسبب في تفاقم الأزمة الإنسانية. كما أنهم يحتاجون للمساعدة ليتمكنوا من رفع مستوى جهود الحد من مخاطر الكوارث والتكيف مع التغير المناخي الذي يتسبب في ظروف جوية حادة ومتكررة". وتضيف: " تهدد النينا نفس الأطفال الذين أثرت عليهم موجة إل نينيو، حيث يجدون أنفسهم على الخطوط الأمامية في مواجهة التغير المناخي".
المصدر: اليونيسف