
اقيم في مقر "اليونيسف" في مبنى سما بيروت في ستاركو، حفل اطلاق حملة القضاء على العنف ضد الاطفال، بدعوة من "اليونيسف" وبالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية، في حضور وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، المدير العام للتربية فادي يرق ممثلا وزارة التربية ومسؤولين في اليونيسف وعدد من الشخصيات الاجتماعية والمهتمين واختصاصيين.
استهلالا، كلمة تعريفية ترحيبية ألقتها الاعلامية جيزيل خوري، التي نوهت باطلاق هذه الحملة، ومراعاة الاطفال وابعادهم عن كل عنف والعمل على حمايتهم واحتضانهم ".
بو عاصي
وألقى بو عاصي، كلمة قال فيها: "الموضوع الذي نجتمع فيه اليوم هو موضوع شائك جدا. تخلق ترددات عند كل شخص في داخله، في طفولته وطفولة كل من يكون قرب له، واتمنى ان نتعامل بكل شيء وخصوصا في الشؤون الاجتماعية، ان نتعاطى فيه بفرح وبأمل. وهذا الجرح الذي يرافق الطفل والذي لحظناه في العمل في خلال المناورة او المناظرة اليوم والتي بدأت بالحل وليس بعرض فقط للاشكالية وكان العمل من خلال عنوان " بدي ربيك بلا عنف" وهذا يحتم علينا ان يكون لنا اهتمام بتشجيع الاختصاصيين ليكون دورهم فعالا في المجتمع ".
واضاف بو عاصي:" ان التربية حاجة وهي ان ننقل للاولاد كيف نتصرف في المجتمع ونتواصل معه بشكل افقي وعمودي ، عمودي عبر أهله، وأفقي عبر الناس الذي يلتقيهم في حياته اليومية من خلال المجالات كافة. ان كلمة " بدي ربيك" والتي بلا عنف هي ضرورية".
ولفت بو عاصي الى " ان التربية بلا عنف تكون عبر التربية بأن تصبح رافضا للعنف والتربية على قيم ومبادىء تبعدنا عما حصل هنا في السوديكو في الحرب الاهلية وما يحدث اليوم مع جيراننا وعلينا محاربة الميل نحو العنف وهذا أساس للمجتمعات، لنكون في مجتمع سالم وسليم".
وختم بو عاصي بالقول: مرة جديدة أشكر اليونيسيف على جهودها معنا، ونأمل الاستمرار في بناء مجتمع واعد بعيد عن العنف".
بيان
واصدر مكتب اليونيسف في لبنان بيانا، عن المناسبة، جاء فيه: "على الرغم من أن 69% من اللبنانيين يعرفون أن ضرب الطفل أمر مؤذ، أكثر من 6 أطفال من بين كل 10 أطفال لا يزالون يتعرضون للتأديب العنيف كل شهر في جميع أنحاء لبنان. تدعو اليونيسف جميع الجهات المعنية، من حكومة ومنظمات غير حكومية وزعماء مدنيين وروحيين، فضلا عن مقدمي الرعاية، للدعوة إلى اعتماد التربية الإيجابية الخالية من العنف.
تماشيا مع المبادرة العالمية، وفي اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، أطلق مكتب اليونيسف في لبنان حملة للقضاء على العنف بعنوان #بدي_ربيك_بلا_عنف #ENDviolence تركز على التربية الإيجابية وطرق التأديب البديلة - في المنزل والمدرسة وعلى مستوى المجتمع المحلي - من أجل ضمان المسؤولية الجماعية المتمثلة بالنمو الصحي والسليم للأطفال في لبنان. يحث شعار الحملة جميع أفراد المجتمع على التعاون معا لضمان تمتع الأطفال ببيئة آمنة وخالية من العنف حيث يتم إنفاذ جميع حقوقهم وحيث يحظون بالفرص المناسبة للنجاح وتحقيق كامل إمكانياتهم".
واعتبرت تانيا شابويزا، ممثلة مكتب اليونيسف في لبنان، "إن إنهاء العنف ضد الأطفال هو مسؤولية مشتركة بين جميع الجهات - فكل طفل له الحق في النمو بأمان من كل أذى. لهذا السبب، ينبغي لكل من الأسر والمدارس والمجتمعات المحلية استخدام أساليب التربية الإيجابية والانخراط بقدر أكبر من الإيجابية في حياة الأطفال. اللغة هي مرآة المجتمع، فهي تعكس طريقة تقكيرنا وتصرفنا. لهذا السبب، تود اليونيسف إعادة المعنى الحقيقي لتعبير "بدي ربيك" أو "بدي علمك درس" - بعيدا عن أي عقاب عنيف وإنما استبدال ذلك بالتربية المبنية على الحب والرعاية".
جميع أشكال العنف، بغض النظر عن طبيعتها وشدتها، مؤذية للأطفال وتشكل انتهاكا لحقوقهم الإنسانية الأساسية. كما أن هناك أدلة كثيرة على أن العنف يؤثر على صحة الطفل البدنية والعقلية إذ يضعف قدرته على التعلم والاختلاط وتكوين العلاقات الاجتماعية، فضلا عن الانتقال بهذه التأثيرات إلى مرحلة سن الرشد.
يعتبر العنف المندرج ضمن أساليب تربية الأطفال ممارسة شائعة في العديد من المجتمعات اللبنانية، الغنية والفقيرة، وغالبا ما يصبح هو القاعدة. بالنسبة إلى العديد من الأطفال، يكون وراء العنف وجه مألوف - خاصة فرد من العائلة. لهذا السبب، فغالبا ما يكون مقبولا، إذ يغض الناس الطرف عنه أو يترددون في الإبلاغ عنه بسبب الخوف أو وصمة العار.
وتابعت شابويزا "لا تستطيع اليونيسف القيام بذلك بمفردها، فنحن نعمل مع أربع وزارات وجهات مانحة وعدد من جمعيات حماية الأطفال لتصحيح هذه الممارسة الخاطئة. معا يمكننا التحدث بصراحة في هذا الشأن وتغيير المعايير ووضع حد للعنف المرتكب ضد الأطفال".
وفقا لدراسة استقصائية للأسر المعيشية أجرتها اليونيسف في عام 2016، أكثر من 57% من الأطفال الذين يعيشون في لبنان والذين تتراوح أعمارهم بين سنة و14 سنة، يتعرضون، على اختلاف بيئاتهم الاجتماعية والاقتصادية وديانتهم وثقافتهم، لشكل من أشكال التأديب العنيف، سواء كان جسديا أو نفسيا، على يد أحد الوالدين أو مقدمي الرعاية. لكن، وبما أن هذا النوع من العنف غالبا ما يكون مقبولا أو خفيا عن الأعين، فمن المستبعد أن تكون هذه الأرقام مرآة للحجم الحقيقي للمشكلة. لقد شملت عملية إطلاق الحملة حلقة نقاش برئاسة اليونيسف وكل من وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الصحة العامة ووزارة العدل في لبنان".
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام
http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/349995/