إطلاق دليل سوء معاملة الأطفال:الوقاية والمعالجة بنسخته العربية

أربعاء, 03/22/2017 - 23:38 -- siteadmin

أكد وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي أن "المجتمع القوي هو المجتمع الذي يقف الى جانب الضعيف حتى يقويه، والمجتمع الضعيف السيئ هو الذي يقف خلف القوي ليستقوي به على الضعيف"، داعيا المجتمع اللبناني الى ان يكون قويا. وحض الجميع على عدم ممارسة "الشفقة" على الاطفال الذين يعانون أي نوع من الصعوبات، فالشفقة مرفوضة والمطلوب المحبة". وقال: "الطفل بحاجة الى غذاء اساسي قبل الاكل والملبس والمسكن، العاطفة اولا والاحترام ثانيا، فالطفل المبني على العاطفة وعلى الكرامة هو الطفل الذي سيصبح انسانا قادرا على عطاء العاطفة واحترام كرامة الآخرين، وهذا كل ما نحتاج اليه".

تحدث بو عاصي في خلال رعايته إطلاق جمعية دار الطفل اللبناني AFEL - وASMAE (Association Soeur Emmanuelle) دليل "سوء معاملة الأطفال، الوقاية والمعالجة" بنسختها العربية المنقحة، في مبنى بلدية سن الفيل، مسرح نبيل كحالة، في حضور رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة، ممثلة رئيسة "جمعية الاخت ايمانويل - فرنسا" كاترين الفاريس، رئيس جمعية (AFEL) ميشال مراد، المديرة العامة للجمعية أمل فرحات باسيل، العقيد ايلي الأسمر ممثلا المديرية العامة لقوى الامن الداخلي لشؤون الاحداث وممثلين عن الجمعيات والمؤسسات والوزارات والسفارات والمنظمات الدولية.

واستهل بو عاصي كلمته بالترحيب بضيوف الشرف أطفال جمعية AFEL، واضعا كل الإمكانات المتوافرة في خدمتهم، ومؤكدا ان وزارة الشؤون الاجتماعية "ليس لها أي جميل على اهتمامها بالطفل أو المرأة المعنفة أو المعوق أو المدمن أو المسن، فهذا هو دورها، والامر الوحيد الذي عليها القيام به هو العمل أكثر لتلبية الحاجات، ودائما بروحية الفرح".

وأضاف: "عندما نرى كما رأينا اليوم في هذا الفيلم المصور عن جمعيتكم، نميل نحو الحزن جراء وجود اولاد معنفين مظلومين محرومين الدراسة والطبابة والاهتمام، ولكن في الوقت نفسه عندما ننظر الى جمعية AFEL والمبادرات الكثيرة لمجتمعنا المدني عندها يدخل الفرح الى قلوبنا، وخصوصا عندما نرى المعنفين وقد خرجوا من حالاتهم وأصبحوا في حالة أخرى من الثقة بالنفس والإمكانات الأكبر، وانخرطوا في المجتمع".

وشدد بو عاصي على أن "الطفل صفحة بيضاء تعطيه كرامة يقدم لك كرامة، تعطيه المحبة يقدم لك محبة، تعطيه اهتماما يعطيك اهتماما، تعطيه قهرا وإذلالا وعنفا فتكون امام خطر كبير في المستقبل، جراء أن يكون هذا الطفل مصدرا للقهر والاذلال والعنف".

وأشاد بدور جمعية Afel والجمعيات المماثلة والتي تساهم في اعادة تكوين انسانية الانسان المظلوم والمهمش وتحضيره للمستقبل الافضل. وختم: "بوجودكم كلي امل بلبنان وكلي فرح بوجود اناس امثالكم سيكون لبنان الافضل على كل المستويات".

وكان الاحتفال افتتح بالنشيد الوطني الذي أداه اطفال الجمعية، بعده القيت كلمة ترحيبية من عريفة الحفل شددت فيها على اهمية المناسبة في اطلاق الدليل الهام لحماية الاطفال من قبل جمعية دار الطفل اللبناني "العريقة في العناية بالاطفال وعلى فترة امتدت لاكثر من اربعين سنة".

مراد
ثم القى رئيس الجمعية ميشال مراد كلمة قال فيها: "إن جمعية دار الطفل تأسست عام 1976 في أوائل الأحداث التي عصفت بلبنان من بعض الخيرين الذين أسسوا هذه الجمعية للقيام بما يتوجب عليهم تجاه أطفال شردتهم هذه الأحداث، ووضعوا نصب أعينهم تعزيز مبدأ حقوق الطفل عبر توعية الرأي العام للقيام بما يتوجب عليهم في مجال رعاية الأطفال المعرضين للخطر والذين يعانون صعوبات تعلمية ومعرضين لخطر العمل المبكر والانحراف. واليوم بعد مرور أربعين عاما على تأسيسها، جئنا لإطلاق دليل حول: "سوء معاملة الأطفال الوقاية و المعالجة" بالشراكة مع ASMAE (Association Soeur Emmanuelle) ومع وزارة الشؤون الاجتماعية لتعميم الفائدة على جميع المؤسسات التي تعنى بالطفولة ليس في لبنان فقط بل في جميع البلاد العربية وغيرها. ونحن على استعداد لمشاركة خبرتنا مع المهتمين بهذا الموضوع".

ثم تم عرض فيلم مصور عن أطفال الجمعية منذ تأسيسها وكيفية احتضانهم ونجاحهم بعدما انخرطوا في الحياة رجالا ونساء ناجحين.

الفاريس
وألقت كاترين الفاريس ممثلة رئيسة جمعية الاخت ايمانويل - فرنسا كلمة قالت فيها: "بدأنا العمل مع جمعية Afel لبنان سنة 1980 نتيجة للحرب التي كانت مشتعلة على أرضه، حيث كان العنف ضد الاطفال مستشريا على كل المستويات، وهو أمر غير مقبول على الاطلاق. وكان تعاوننا مثمرا طيلة هذه الفترة مع جمعية دار الطفل لبنان".

وأضافت: "إن إصدار هذا الدليل حول سوء معاملة الاطفال وباللغة العربية يدل على التعاون الكبير والتطابق في ما بيننا، خصوصا مع انعكاسات الحرب السورية الخطيرة التي تترك تبعات مأساوية على الاطفال، واظن ان هذا الدليل سيساعد على معرفة الاخصائيين للتعامل مع هذا الموضوع بكل تقنية ومعرفة صحيحة تصل الى النتائج المرجوة".

فرحات باسيل
ثم كانت كلمة المديرة العامة للجمعية أمل فرحات باسيل التي قالت: "إن نغمض أعيننا ونعود الى ماضينا الى حيث كنا اطفالا ونسأل انفسنا اليوم نحن البالغين الراشدين ماذا حققنا من احلامنا؟ ماذا جنينا خلال هذه السنوات؟ فلننظر أمامنا ومن حولنا، في الماضي القريب وفي المستقبل البعيد، ولنسأل من جديد ماذا حققنا لاطفالنا ماذا صنعنا لهم؟
لنقف قليلا ونهيئ أنفسنا لأننا يوما ما سوف نخضع لمساءلة، أولا أمام ذواتنا وثانيا أمام أطفال شردوا وجوعوا وعنفوا واغتصبوا، وأكثر من ذلك، ماتوا بلا سبب نتيجة إخطائنا نحن الكبار.
نحن في زمن انقلبت فيه كل المقاييس، وطغى فيه الجهل والعنف على القيم، فكل يوم باسم السلطة العائلية التربوية السياسية الحزبية تنتهك حقوق الأطفال. وأصبح استخدام الأسلحة من الأطفال عملا بطوليا. نعم، نحن معنيون ومسؤولون، وبشر نخطئ، لكن لنتعلم من اخطائنا ونبن مستقبلا أفضل لابنائنا".

ثم شرحت تاريخ الجمعية ونشاطاتها ورؤيتها والدليل الجديد.

وختم الحفل بأغنية لأطفال AFEL بعنوان "أنا طفل من لبنان"، وتم تقديم درع شكر من الجمعية للوزير بو عاصي

المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام

http://nna-leb.gov.lb/ar/show-news/275492/